العبقرية الفكرية للأمكنة – إقليم البحيرة نموذجا :
" أثر ثقافة المكان في رحلة المسيري الفكرية " ( 4 / 7 )
الحلقة الرابعة : هرمس الحكيم و الهرمسيات .. و العلاقة بين هرمس و كل الحضارات في كل العالم :
إن في اعتراف الفيلسوف الكبير ( أفلاطون ) بفضل الحضارة المصرية القديمة على الفكر اليوناني– و من ثم على الغرب كله – لهو المدخل الأرحب للولوج في دروب كشف جذور الفلسفات التي قامت عليها الحضارات المعاصرة . و كذا تأكيد كارل ماركس على هذا أيضا . ذلك لأنه لا يخفى على أحد كون أفلاطون أحد أهم أركان الحضارة اليونانية – إن لم يكن أهمهما – و قد قالها أفلاطون صراحة معبرا عن ذلك في مقولته الشهيرة : " أيها الإغريق لستم سوى أطفال ، لا يوجد بينكم شيوخ " . مما ينبئ عن مصادر شرقية أصيلة للفلسفة اليونانية .
و من المعروف أن هذه المنطقة هي موطن الهرمسيات التي تمثل لب الخطاب الفلسفي لأفلاطون ، و هو الذي عاش و تلقى تعليمه في الإقليم – البحيرة – فترة ليست بالقصيرة تعلم فيها من العلوم و الأسرار ، و تعلم الهرمسيات ( أفكار هرمس الحكيم ) ، بل و اعتنق الديانة المصرية القديمة و التي كانت على قول من الأقوال الموضوعية ديانة توحيدية ألا و هي ديانة الصابئة التي اعترف القرآن الكريم بها . و من قبله فيثاغورث الذي عاش في نفس المنطقة قبله .
مما يؤكد على مشاركة هذا الإقليم في صناعة النسيج العالمي للثقافة عامة و للفلسفة خاصة ، و ما بروز الإسكندرية كعاصمة للفلسفة في العالم القديم فيما بعد إلا نتاج للتزاوج القديم بين الهرمسيات و الحضارة اليونانية .
ما هي الهرمسيات ( متون هرمس ) و إلى من تنتسب ؟ :
و الهرمسيات هذه تنتسب لشخص واحد مختلف فيه و عليه في الفكر الإنساني كله ، و غير متفق على كينونته ، هل هو شخص حقيقي أم أسطوري ؟ و يسمى هرمس الحكيم أو هرمس مثلث الحكمة ينسب له كل الأعمال الحضارية التي ساعدت في إعمار الأرض ، فينسبون له أنه مخترع الكتابة و يسمونه كاتب الآلهة ، وأنه واضع أول تقويم ، و أنه أول من مدن المدن ، و أول من علم الناس لبس الثياب و قد كانوا قبله يلبسون الجلود ، و غير ذلك من مظاهر الحضارة ، و أول من تكلم في الفلك و وضع علومه ، و هو واضع أول لكل فنون الطب و العمارة و الهندسة و غيرها ، و أنه أول من بنى الأهرامات لحفظ العلوم و المعارف ، فهو باختصار " له دور بارز و مؤسس لأركان الحضارة الإنسانية ، في الدين و العلم و الفن و الفلسفة " .
إشكالية تعدد أسماء هرمس الحكيم في الثقافات المختلفة :
أول ما يلفت نظر الباحث في شخصية هرمس الحكيم تعدد أسمائه ، بشكل يستعصي على الحصر ، و لكنها إلى حد ما تختلف باختلاف الثقافات .
و التعدد في الأسماء يرجع في المقام الأول إلى اسم " هرمس " الذي انتقل مع تعاليمه إلى الفرس و اليونان و الكلدان و غيرهم ، مما قد تسبب في هذا التعدد علاوة على اختلاف اللغات و اللهجات ، و احتمالات التصحيف في كتابة الاسم ، و اختلاف الترجمات من اللغات المختلفة ، و ميل كل الشعوب لتوقيره عن طريق خلع الألقاب المختلفة و المتعددة عليه ، و كذا البعد الزمني لكون الشخصية تنتمي إلى زمن غابر سحيق ، كل هذا ساهم في هذا التعدد .
و من أسمائه :
· هرمس Hermes- هرمس الهرامسة - هرمس الكبير - هرمس كزبرج - هرمز - هرميز - هيرمس - هيرميس - هرميس - هرماس - هيرماكيس - أرمس - أرميس .
· ( عند اليونان ) طرميس - أطرسمين - طريمجس - طرسيمي حبيسطيس ( أي ثلاثي التعليم ) - طريسميجيسطيس - ترخمنتيس – تريس ماجستوسTrismegistos -Trismagistus – Trismagist أورين الثالث .
· ( عند الرومان ) عطارد – مركوري - ميريكوري Mercurius - مريكيور - ماكسيموس - و على قول من الأقوال : أندريه أو أندرياس - أندراوس .
· ( عند العرب ) إدريس - إدراس - تديس - ديس- ادرس .
· ( عند العبرانيين ) أخنوخ - خنوخ - حنوخ - حنوك - أخنخ - أهنخ – أشنخ - أنوخ - أنوش - إينوش- إينوخ – أنوك - إينوك Enoch .
· ( في المصرية القديمة ) تحوت ( بمعنى المقدر باللغة المصرية القديمة و هو إله الدلتا عن الموتى و المصير البشري ) Thot - - Tooth - تاحوت – تحت -تحوتي - جحوتي – ضحوتي - توت - توث - ثوث - ثوت - طوط - طوت - طوت الأكبر ( تحوت الأكبر ) - تاؤوت - داوتي ( تحوت المعظم ثلاثا ) – دوتي - سوت - سوتين - ( ور- عاوو ) أي العظيم ثلاثة باللغة المصرية القديمة – قلب رع – و على بعض الأقوال يرمز إلى : أوزوريس - حورس - أنوبيس .
· ( عند الفرس ) أنبنجهد أو انجهد أو اللهجد أي ذو العدل أو ابن جهد .
· ( عند الأشوريين ) تابو .
· ( عند الصابئة ) بوذاسيف – ذواناي ( أي مخلص البشر ) .
· ( عند الفينيقيين ) قدموس - تا أوتوس .
· ( عند الهنود ) ليبكا .
· و من ألقابه : المعظم ثلاثا - العظيم ثلاثة – عظيم مرات ثلاثة - عظيم العظماء – المزدوج بالعظمة - مثلث العظمة – مثلث العظمات - مثلث الحكمة - مثلث النعم - مثلث الرحمات - ثلاثي التعليم - النبي المثلث - على الدوام عظيم جدا – سيد الحكمة المقدسة - الذ يزن - الباز .
و هرمس هذا يصور على أنه حكيم تارة ، و على أنه نبي تارة أخرى ، بل وصل الأمر بهم إلى جعله إلها . و يجزم البعض على كونه أول رسل السماء و ثالث الأنبياء بعد أدم و شيث - عليهما السلام – المسمى في التوراة بأخنوخ ، و في القرآن بإدريس – عليه السلام . كما يجزم البعض على كونه إله الحكمة عند المصريين و الذي يسمى بالإله " تحوت " أو " جحوتي " . و مما ينسب إليه مجموعة من النصوص و التي تسمى بالهرمسيات ( أو متون هرمس ) ما صنفها الفيلسوف المغربي محمد عابد الجابري ضمن علوم العرفان نصوصا يعتبرها البعض وحيا إلهيا . و هي و الحق يقال تنطق بالوحدانية لله ، و تنفي ما اشتهر عن المصريين القدماء من وثنية التصقت بهم .
إلا أنه بات مؤكدا بحدوث كثير من التحريفات التي تصل أحيانا إلى حد الخرافات على النسخ الأصلية للهرمسيات ، كما أن هذه الهرمسيات و لا شك قد انتشرت في كل أفكار و معتقدات العالم تقريبا ، مما يجعل لها مبررا ما ، و تفسيرات ما عند كل طائفة تختلف فيها عن الأخرى ." بل إن أفكار هرمس ( أو الهرمسية ) و ما اختلط بها من خرافات بمرور الزمن تحولت إلى ما يشبه العقيدة عند بعض ممن يعتقدون في هرمس و ما ارتبط به من أفكار و عقائد . "
و من أمثلة ذلك ما يلي :
أولا : الفكر الغربي عامة ، و الحركات الإصلاحية خاصة ؛ يدين للهرمسيات بالفضل :
و " تمثل هذه الهرمسيات حجر الزاوية في الفكر الغربي " و كل الحركات الإصلاحية في العالم ، " و تكاد تكون قائمة المفكرين الذين اعترفوا بفضل تحوت أن تشكل موسوعة كاملة من أكبر مفكري العالم الغربي ، و علمائه و فنانيه ، و من بينهم " ليوناردو دافنشي " ، و " مايكل أنجلو " ، و " دورر " ، و " بوتيتشللي " ، " روجر بيكون "، و " باراكيلوس " ، و " توماس مور " ، و " وليام بليك " ، و " كوبيرنيكوس " ، و " اسحق نيوتن " ، و " ولتر رالي " ، و " جون ميلتون " ، و " بن جونسون " ، و " دانييل ديفو " ، و " شيللي " ، و زوجته " ماري " ، و " فيكتور هوجو " ، و " كارل يونج " كما كان أثره عميقا على " شكسبير " ، و " جون دون " ، و كل الشعراء الفلاسفة الذين أحاطوا ببلاط الملكة إليزابيث الأولى ، و الأعضاء المؤسسين للجمعية الملكية في لندن ، و بلغ نفوذه حتى قادة الإصلاح البروتستانتي في أوروبا . و القائمة لا تنتهي " .
ثانيا : أثر الهرمسيات في التراث التنسكي اليهودي :
و النسق المعرفي اليهودي نسق استعلائي لا يعترف لأي أحد بفضل تأثير عليه ، لأنه يعتبر الكتاب المقدس مرجعية نهائية . و برغم كون هرمس ( أخنوخ أو إدريس عليه السلام ) ليس من أنبياء التوراة ؛ إلا إنه يحظى عندهم بمكانة قل أن يحوزها عندهم نبي ، فالتوراة – المحرفة - لا تقدر الأنبياء بل ترميهم زورا بأفظع البهتان . و ذلك بسبب أهميته في تأسيس الحضارة الإنسانية ؛ التي يدعون – زورا - أنهم مؤسسوها ؛ برغم أن هرمس يسبق نزول التوراة بآلاف السنين .
و لكن بشيء من التتبع العلمي ، بدون اعتراف منهم ؛ يدرك الباحث المنصف أثر الهرمسية عليهم خاصة في تراثهم التنسكي ، لذا قالها مارتن برنال صراحة : " اليهود بلا شك فضلات الحضارة المصرية ، و لا يستطيع أي إنسان أن يقنع أحدا بأن المصريين قد أخذوا عن اليهود أيا من مبادئهم سواء كانت صالحة أم لا ". و تأثر اليهودية بالهرمسية جاء من خلال التراث الشفوي اليهودي ( الأجاداه ) ، و وثائق المخطوطات اليهودية ، و الكتب اليهودية غير القانونية ( الأبوكريفا ) ، و الكتب التي يسمونها بالكتب المنحولة ( البسيدو جرافون ) ، و كذا بعض الكتب المعتمدة في أساطيرهم مثل كتاب ( أساطير اليهود ) للمؤلف " لويس جنزبرج " ، كذا أسفار أخنوخ الشهيرة ، كلها تنطق بتأثير الهرمسيات عليها خاصة فيما يخص الجانب العرفاني منها . و هذا ما تؤكد عليه د / هدى درويش ؛ حيث تقرر أن القصص اليهودية بما فيها من أساطير و روايات تأثرت بحضارات مختلفة منها المصرية القديمة . و ينقل د / يوسف زيدان عن " إميل برييه " تقريره لتأثير الهرمسية على الفلاسفة اليهود ، و خاصة " فيلون ".
ثالثا : أثر الهرمسيات في المسيحية :
" لقد أثرت الحكمة الهرمسية على المسيحية أيضا من خلال آباء كنيسة الإسكندرية مثل القديس كليمنت و القديس أوريجن ، ضمن الذين أدمجوا الدين المسيحي بالوثنية ، و يرجع إلى هؤلاء اللاهوتيين مفهوم العالم الذي افتتح به يوحنا إنجيله : " في البدء كان الكلمة " ، و قد كان " تحوت / هرمس " معروفا لدى القدماء بأنه " كاتب الآلهة " و " سيد الكلمة " . ففي الهرمسيات ينطق الإله الكلمة التي تبعث الهدوء في اللجة الصاخبة ، كما إن الكلمة سميت " ابن الله " و المسيحية تطلق على المسيح " ابن الله "و " أنه تجسيد لقوة الكلمة " ، و قد كتب القديس أوغسطين لاهوتي القرن الرابع واسع النفوذ ، و الذي كان يعرف الهرمسيات : " أن ما يدعى الدين المسيحي ، كان يوجد بين القدماء ، و لم يحدث أن انعدم وجوده أبدا ، و منذ بداية الجنس البشري حتى تجسد المسيح ، و بدا منذ ذلك الحين إطلاق اسم المسيحية على الديانة التي وجدت سلفا " . و كما يقول لويس مينار : " فلقد تمتعت كتب هرمس المثلث العظمة بسلطة كبرى خلال القرون الأولى من تاريخ الكنيسة ".
رابعا : أثر الهرمسيات في ديانة الصابئة :
حيث يقر بذلك الفيلسوف الكبير عبد الرحمن بدوي قائلا : " بأن الصورة الكلدانية ( أي الصابئة ) لهرمس : إنه نبي الكلدانيين ( أو نبي الصابئة ) " . كما يؤكد غير واحد على كون جذور الصابئة جذورا مصرية المعارف و الأفكار ، و متأثرة إلى حد كبير و ملحوظ بهرمس أو تحوت و آدابه . و المتتبع للنسق الفكري لأهم فلاسفتهم ( ثابت بن قرة ) يدرك حجم تقديرهم لهرمس و الهرمسيات . و عن سر تعلق الصابئة بالهرم الأكبر و تعظيمهم له كتعظيم الحرمين ؛ يذكر الإدريسي كونهم يعتقدون أن سيدنا إدريس عليه السلام ( أو هرمس ) هو من بنى الهرم ، و أن آثاره موجودة فيه إلى الآن .
خامسا : أثر الهرمسيات في التصوف الإسلامي :
لقد أمسى من المعلوم تأثر الصوفية – و خاصة في جانبها العرفاني - بما يعرف في الفلسفة باسم " الأفلاطونية المحدثة " التي نسجت خيوطها في الإسكندرية في القرن الثاني الميلادي ، و قد نتجت هذه المدرسة عن امتزاج الفكر اليوناني بالفكر المصري القديم في الإسكندرية ، ثم انتقلت إلى شعوب البحر المتوسط و إيران . و لم يكن هذا الفكر المصري القديم سوى متون " تحوت " أو " هرمس " التي كانت تمثل لب الخطاب الفلسفي آنذاك . و هو الأمر الذي أكده و أثبته الفيلسوف المغربي " محمد عابد الجابري " من أثر للهرمسيات على التصوف الإسلامي في أفكار شتى منها : العرفان و الغنوصية الصوفية ، و الفناء في الله ، و الإشراق ، و الخلاص ، و وحدة الكون و الترابط بين أجزائه ، و تبادل التأثير بينها بالتجاذب و التنافر .. و في هذا المجال يذكر أن مزج ذي النون المصري للتصوف بالكيمياء كان من تأثير هرمس عليه . كما كان لذي النون دور كبير في نشر أفكار هرمس داخل النسق الصوفي ؛ فكما يقول د / عبد الرحمن بدوي : " انتقل تأثيره – أي هرمس - على الصوفية عن طريق ذي النون المصري ( المتوفى سنة245 هـ = سنة 859 م ) خصوصا في فكرة استخدام " الروح " في مقابل " العقل " في إدراك المسائل الإلهية " .
سادسا : أثر الهرمسيات على الفكر الشيعي :
فكما يقول فستوجير : " و كان أول المسلمين الذين اعتنقوا أو آمنوا بالهرمسيات هم من الشيعة الذين يرون أن التاريخ دوري " . و مما يدلل على التأثير الهرمسي على الفكر الشيعي- على سبيل المثال - فكرة " الطباع التام " . فكما يقول د / إبراهيم الدسوقي شتا : " و لعل أهم الأفكار التي تسربت إلي العرفان الإيراني منذ القرن السادس – و كان من المشهور إلى عهد قريب أنها من تأثير الإسماعيلية – فكرة الاعتقاد بأن هناك هاديا سماويا يساعد السالك في الوصول إلى الحقيقة ، و في النهاية يتحد به السالك ، فهذا الهادي هو نفس حي بن يقظان ابن سينا ، و الشاهد في السماع عند عارفي القرن السابع و المرشد عموما عند كل الطرق الصوفية ، و كان يسمى عند هرمس " الطباع التام ". و يقول أيضا : " و هناك فكرة أخرى من الهرمسية سادت الفكر الشيعي و خاصة الإسماعيلي ، و تسربت إلى العرفان ، و هي فكرة المطابقة التامة بين العالم الصغير ( أي الإنسان ) و العالم الكبير ( أي الكون ) " .
نتيجة :
لقد بان جليا لكل ذي وعي عظم أثر شخصية " هرمس " على أهم الأفكار – تقريبا – في كل أنحاء العالم القديم و الحديث ، حتى باتت الهرمسية عند البعض فتنة ، حيث اتخذوها عقيدة ، و اتخذوا متونها ( بما فيها من تحريف ) وحيا ينطق لهم بما تمليه عليهم أهواؤهم .
و لا يشك باحث منصف على كون شخصية هرمس الحكيم هي أكثر شخصية تناولتها أقلام في التاريخ الإنساني كله ، و ذلك لعظم أثره و تأثيره على كل الفلسفات المعاصرة تقريبا ، و من قبلها كل الديانات السماوية ، بل و غيرها أيضا .
مما يدعونا لسبر أغوار هذه الشخصية التي تنتمي لأهم مدن الإقليم دمنهور أو ( هرموبوليس بارفا ) أي مدينة هرمس الصغرى تمييزا لها عن مدينة هرمس الكبرى بمدينة الأشمونين بمحافظة المنيا ( هرموبوليس ماجنا ) ، و هما المدينتان اللتان ارتبطا بشخصية هرمس الغامضة ؛ و إن كان علماء المصريات في الغرب و على رأسهم " فرانسوا ديماس " قد حسموا موطنه الأصلي لصالح مدينة دمنهور أي هرموبوليس بارفا ، و شاركه في هذا " ماريو توسي " و " كارلو ريو ردا " .
و هذا ما يفسر كون المدينتين من المدن المقدسة عند الإغريق . و يفسر أيضا قول " فرانسوا ديماس " عن الفيلسوف العظيم " أفلاطون " : " أنه قد اهتم عند مروره على هرموبوليس ( دمنهور ) بالإله " تحوت " – أو هرمس الحكيم - الذي جعل منه بعد ذلك بزمن الشخصية الأولى في الأسطورة التي بلغت حد الجمال و التي أدمجها في محاورته المسماة " فيدرا " ( أو فايدروس ) .
و الباحث يتفق مع القول بأن : " الخوض في بحار الهرمسيات و كذا بحار شخصية هرمس ليس بالأمر اليسير ، لأنه " شخصية كثرت آثارها و قلت أصولها ، كما قل البحث عن مصادرها " .
( الحلقة القادمة : إثبات العلاقة بين هرمس الحكيم و الكائن الإلهي تحوت و النبي إدريس عليه السلام )
المراجع :
1. يراجع في ذلك محاورات أفلاطون التي تنطق باستلهاماته من الفكر المصري القديم ، و منها على سبيل المثال : " فايدروس " و " طيماوس " و " القوانين " .
2. محمد أبو رحمة ، الإسلام و الديانة المصرية القديمة ، ص 115 ، 121.
3. لويس مينار ، هرمس مثلث الحكمة ، ص 15 ، 21 .
4. علاء الدين عبد المتعال ، هرمس مثلث الحكمة بين الأسطورة و الواقع ، ص 11 ، 16 .
5. يراجع في ذلك : نجيب بلدي ، تمهيد لتاريخ مدرسة الإسكندرية و فلسفتها .
6. ماجد مصطفى الصعيدي ، هرمس في المصادر العربية ، ص 12 ، 152.
7. راجع نقد العقل العربي لمحمد عابد الجابري في الجزء الأول منه : تكوين العقل العربي .
8. إسماعيل حامد ، هرمس الحكيم و علاقته بالنبي إدريس ، ص 56 ، 137 ، 139 .
9. تيموثي فريك و بيتر غاندي ، متون هرمس ، حكمة الفراعنة المفقودة ، ص 7 ، 14 ، 17 ، 27 .
10. مارتن برنال ، أثينا السوداء ، ص 286 .
11. هدى درويش ، نبي الله إدريس بين المصرية القديمة و اليهودية و الإسلام ، ص 34 .
12. مقال : [ اليهودية المسالمة ] ، ليوسف زيدان ، بجريدة المصري اليوم ، العدد 2194 ، بتاريخ 16 / 6 / 2010.
13. عبدا لرحمن بدوي ، الأفلاطونية المحدثة عند العرب ، ص 41 .
14. خالد علي نبهان ، كشف المستور في الخبر المكنون ، ص 30 .
15. إبراهيم الدسوقي شتا ، التصوف عند الفرس ، ص 12 ، 13 .
16. أحمد أمين سليم ، و سوزان عبد اللطيف ، دراسات في تاريخ و حضارة الشرق الأدنى القديم ، ص 143 .
17. ماريو توسي ، و كارلو ريو ردا ، معجم آلهة مصر القديمة ، ص 51 .
18. فرانسوا ديماس ، آلهة مصر ، ص 81 ، 116 .